Transkrip Khutbah Jumat Syaikh Abdullah Shalfiq hafizhahullah

خطبة جمعة بعنوان

وجوب العمل بالتدابير الشرعية والرسمية لدفع الوباء والتوبة والاستغفار من أكبر أسباب الوقاية من البلاء

 

لفضيلة الشيخ عبد الله بن صلفيق حفظه الله تعالى

 

ألقاها فضيلته يوم الجمعة الموافق 23 –جمادى الآخرة- 1442 هــــ

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله رب العالمين، الحكيم العليم، الرؤوف الرحيم، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، القائل في كتابه المبين: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرءها، إن ذلك على الله يسير).

والصلاة والسلام على رسول الله، القائل: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) صلى الله عليه وسلـم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

عباد الله، اتقوا الله تعالى، وسلوا الله العافية، واستعيذوا بالله من الشرور والأوبية ومن سخط الله وعقوباته، وتجنبوا أسبابها، وأحسنوا ظنكم بالله، وأمنوا رجاءكم بالرؤوف الرحيم.

عباد الله، إن وباء كورونا أعاد في ازدياد وشدة، وبدأت الدولة جزى الله ولاتها والمسؤولين فيها خيرا بالازدياد من أخذ الحيطة والشدة في التدابير زيادة على ما مضى حيث أن الوضع أصبح لا يستهان به، وبدأ هذا المرض يفتك بالناس.

فيا عباد الله، فروا إلى الله! فروا إلى الله! وعودوا لخالقكم وربكم وبارئكم! وتوبوا إليه واستغفروه! وخذوا بالتدابير والاحترازات، ولا تتساهلوا في ذلك. فبذل الأسباب والتدابير للوقاية من الوباء أمر مشروع، وهو من الدين والواجبات المأور بها، كما قال الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وكما قال الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).

واحذروا من المعاصي واحذروا من الفواحش والمحرمات ما ظهر منها وما بطن، واحذروا الزنا وأسبابه والربا، فقد روى ابن ماجه والبيهقي وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهم قال: (أقبل علينا رسول الله فقال يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن-وأعوذ بالله أن تدركوهن-لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا عنها-أي تصبح ظاهرة ولا إنكار عليها-إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا).

وروى الحاكم في مستدركه من حديث بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط إلا سلط الله عليهم الموت).

إن من المنكرات التي هي سبب الوباءات والويلات اختلاط النساء والرجال سويا، لأنها تسبب العلاقات المحرمات والفواحش، والتي هي سبب الطواعين وسبب الوباءات. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى كما في كتابه “الطرق الحكمية”: (لا ريب أنّ تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطعاوين المتصلة) اهـــ

فاتقوا الله يا عباد الله واحذروا عقاب الله وسخطه، وتوبوا إلى الرحمن، واستغفروه! قال الله تعالى: (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون) أي-لعلهم يتوبون من معاصيهم، ويتضرعون لربهم، ويخشون عذابه-.

وفقني الله وإياكم للتوبة النصوح وجعلني وإياكم من التوابين وتقبل الله توبتنا وأعاذني وإياكم من العذاب ومن سيئ الأسقام، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات وذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم. فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله القائل في كتابه: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون). والصلاة والسلام على نبينا القائل: (يا أيها الناس توبوا إلى ربكم! فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة-وفي رواية-والله إني لأستغفر الله وأتوب في اليوم أكثر من سبعين مرة) صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلـم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد،

فيا عباد الله، فيا عباد الله، ابتعدوا واعتبروا بعقوبات الله الدنياوية فهي من جهة رحمة من الله في حقيقتها حتى لا يتمادى العباد في معاصيهم وغيهم وهي تمحيص وتكفير لسيئات المؤمنين، وهو عذاب للكافرين، وتذكير للعباد بعذاب الآخرة الذي هو أشد بكثير من عذاب الدنيا، وربنا يقول: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون).

عباد الله، لقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من الأمراض، فالدعاء من أكبر أسباب الوقاية من الأمراض. فقد روى أحمد وأبو داود عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم إني أعوذ بك من البرس والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام)

وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من تغير الحال ومن تحول العافية. فقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجائة نقمتك وجميع سخطك).

وعليكم بتدبر القرآن وتلاوته وسماعه، فالله عز وجل يقول: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) فكم من إنسان كان مريضا فعوفي بتلاوته للقرآن.

وعليكم بكثرة التسبيح، فقد قال الله عز وجل: (فلولا أنه من كان المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون). قال الإمام الشافعي رحمه الله كما نقل عنه أبو نعيم في “حلية الأولياء”: (لم أر أنفع للوباء من التسبيح).

فيا عباد الله، امتثلوا هذه التوجيهات الدينية والإرشادات النبوية، وحافظوا على أذكار الصباح والمساء وذكر الخروج من البيت، فإنه من أعظم ما ينفع الإنسان، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في حثه على الإنسان إذا جرخ من بيته أن يقول: (بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: وقيت وكفيت وهديت).

واتبعوا الاحترازات الوقائية والتوصيات الرسمية تقوا أنفسكم من هذه الأمراض ومن هذا الوباء.

اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نستعيذ بك من الأمراض والأوبئة يا رب العالمين.

اللهم ارفع الوباء عن المسلمين، اللهم ارفع الوباء عن المسلمين، اللهم إنا نستغيثك يا ربنا أن ترفع هذا الوباء عنا وعن المسلمين يا رب العالمين.

اللهم تب علينا واغفر لنا يا رب العالمين.

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك.

اللهم إنا نلجأ إليك يا رحمن الدنيا والآخرة أن ترفع هذا الوباء عن المسلمين يا رب العالمين.

اللهم اجعله واعظا وتذكيرا لنا وعودة لنا إليك يا ربنا يا ذا الجلال ولإكرام.

اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه، وأصلح لهم البطانة وأبعدهم عن بطانة الشر والفساد يا ذا الجلال ولإكرام، والحمد لله رب العالمين.

========

 

رابط للاستماع والتحميل:

https://www.aldafiri.com/050221-1453/

قناة الشيخ الرسمية على التلجرام:

https://t.me/abdulahaldafiri

Mungkin Anda juga menyukai

Tinggalkan Balasan

Alamat email Anda tidak akan dipublikasikan. Ruas yang wajib ditandai *

Situs ini menggunakan Akismet untuk mengurangi spam. Pelajari bagaimana data komentar Anda diproses.